عادا الى حياتهما الزوجية بفضل وحكمة سمكة

ماحصل للمواطن الأمريكي اريك بارتوس، او بالأحرى ما حصل لزوجته. شكته الى المحاكم وحصلت على طلاق منه رغم كل اخلاصه لها. سألها القاضي ما عيب هذا الرجل الكامل؟ قالت نعم انه يبدو كاملا، ولكنه يحب السمك اكثر مني. يقضي كل وقته على ضفة النهر يصطاد السمك. كان هذا في امريكا. في بلادنا العربية يفضل الرجال النرد والدومينة على نسائهم وتفضل النساء التلفزيون على رجالهن. ولكن القضاء لدينا لا يعطيهن حق الطلاق.

حكم القاضي في صالحها. ففي امريكا يطلقون الأزواج ليس بسبب سمكة فقط بل وأيضا بسبب نملة او ذبابة تمشي على رجلها. هكذا، اخذت السيدة بارتوس قرار الطلاق ثم سارت الى النهر ورمت بخاتم الزواج فيهعادت الى بيتها. وعاد الزوج ليكرس بقية حياته لصيد السمك.

مرت اشهر حتى جاءه يوم شعر بسمكة تجرر بالخيط بقوة وعزم. هلل شاكرا ربه على هذه القطعة من النصيب. انهمك في سحب الخيط حتى رأى ما في نهايته من سمكة جميلة وكبيرة. نزع الصنارة من فمها ليرمي بها في سلة الصيد، واذا به يجد فمها مطوقا بشيء معدني. امعن النظر فيه فذكره بشيء يعرفه معرفة جيدة. كان خاتم زواجه. لم يعرف كيف وصل الى النهر ولا كيف التقطته السمكة لتعيده اليه.

اخذ الخاتم واراه لصديقه جيمي. قال له هذه حكاية من حكايات النصيب العجيبة. حكاية حب وغرام بالسمك. «كان جيمي من رجال الصحافة فنشر الخبر الموجز عن هذه اللقطة العجيبة، أن يرمي رجل بخاتم زواجه ثم يجد سمكة تعيده اليه. وهذا يدل على ان للسمك عقلا وعواطف أصدق من عقلنا وعواطفنا.

قرأت السيدة جين بارتوس الخبر فأثار عواطفها فما استعادت رباط جأشها حتى اخذت التلفون واتصلت بزوجها السابق. «عزيزي اريك، هذه اشارة ربانية. حتى السمك استاء من طلاقنا فحمل اليك الخاتم. هاته إلي لتضعه في يدي مرة اخرى».

وهذا ما كان، عادا الى حياتهما الزوجية بفضل وحكمة سمكة في النهر. ولكن الخبر الذي قرأته مؤخرا لم يذكر ما فعل السيد بارتوس بالسمكة التي اعادت اليه خاتمه وأصلحت زواجه. ولكن معرفتي بطباع البشر تقول لي بأنه على اكثر احتمال قام فشق بطن تلك السمكة الكريمة وشواها واكلها احتفالا بزواجه الجديد.

مصدر الخبر :
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=444478&issue=10570

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *