لا تزال الأبحاث في سبيل تطوير استزراع وإنتاج الأسماك قائمة وتتقدم بشكل متسارع ، وأن من الاتجاهات الجديدة في هذا المجال ، هو الاتجاه للتعديل الجيني للأسماك ، بغية الحصول على جودة عالية ، يطلبها المستهلك ، كما أنها تساهم في النمو السريع للأسماك .
وحول توجه الشركات للتعديل الجني على لأسماكها ، ثار جدل في الولايات الأمريكية المتحدة ، حيث ان رون ستوتش، من شركة “هبة الماء” وهي الشركة الأمريكية التي كانت أول من ساهم في إنتاج هذا النوع من الأسماك، يقول أن السلمون المعدل جينيا يعتبر من اكثر المنتجات التي أجريت عليها الدراسات في تاريخ الأسماك.
وكما ورد الخبر في “جريدة الصباح” فأن ستوتش يقول :” لقد كان هذا النوع من السلمون هو المادة الرئيسية لسنوات من البحوث التي أجرتها وكالة الغذاء والدواء، تلك الوكالة التي تم تنظيم وضعها بشكل فريد لجعلها قادرة على تقييم سلامة التقبل.”
غير ان مثل هذه التطمينات لا تكفي لإقناع مايكل هانسن، وهو باحث علمي اقدم من اتحاد المستهلكين الاميركان، حيث يقول أن البحث بشأن السلمون كان مهلهلاً ومضللاً ويعتريه نقص فاضح.
كذلك ثمة مخاوف اخرى لكون المناقشات حول الامر جرت خلف أبواب مغلقة، واكثر من هذا أن جميع البيانات المتيسرة قامت بتوفيرها شركة هبة الماء، التي يتوقع لها أن تحقق مكاسب مالية إذا ما لاقى السلمون المعدل جينيا الاستحسان والقبول. يقول السيناتور مارك بيغيش، عضو مجلس الشيوخ الاميركي عن ولاية الاسكا: “ مسألة تقييم السلمون المتراكب الجينات ينبغي أن يتم النظر فيها ودراستها خارج الابواب المغلقة لوكالة الغذاء والدواء وتحت الضوء لكي تتمكن عامة الناس من تقييم ما اذا كان مطلوباً بالفعل اجراء مثل هذه التطويرات المحفوفة بالمخاطر.”
من جانبه يشدد ستوتش قائلا:” من الواضح تماما أن من ينتقدون المشروع لم يطلعوا على البيانات التي نشرتها وكالة الغذاء والدواء.”
يعد سمك السلمون طعاما شائعا بين الناس وهو صحي، ويتم انتاج اكثر من نصف ما يباع منه في الولايات المتحدة في مزارع خاصة، حيث تصل قيمة صناعة الزراعة المائية الى مبلغ 80 مليار دولار. مع هذا يبقى الجانب العلمي الذي يقف خلف أية منتجات معدلة جينيا مثار جدال واسع، كما يبقى المستهلك في تساؤل بشأن اثر ذلك المنتج على صحة الانسان والبيئة.
يوضح ستوتش كيف ان شركته تمضي قدما بمشروعها رغم المعارضة الشديدة والصريحة فيقول: “لقد ادى بنا الطلب المتزايد على البروتين العالي الجودة من الغذاء البحري الى نتيجة مفادها أن هناك حاجة ملحة، كذلك أن هذا المنتج تتوفر فيه فوائد فريدة ومشخصة بالنسبة للمستهلك والبيئة. وبحلول عام 2020 يتوقع ان يصل الطلب على البروتين الحيواني الى 20 مليون طن سنويا، ونحن نسعى لمواجهة هذا الطلب من خلال انتاج اعداد اكبر من السمك خلال وقت اقل مقارنة بالوسائل الحالية المتبعة في مزارع تربية السلمون.”
وقد تم تعديل سلمون شركة هبة الماء من خلال جين للنمو ماخوذ من سلمون التشينوك (تشينوك قبيلة للهنود الحمر) ومن خلال جين آخر مقاوم للتجمد ماخوذ من سمكة الانقليس.
والغرض من إجراء التعديلات الجينية هو تعجيل معدلات النمو للانواع المهجنة هندسيا.
في الولايات المتحدة تقضي الأنظمة بوضع ملصق يشرح ماهية الغذاء المطروح للبيع لاجل التعريف به وبالمواد الغذائية التي يحتويها وما إذا كان يحوي أية مواد قد تثير تفاعلات حساسية محتملة، ولا ضرورة لوضع أية شروحات تصنيفية إضافية تتعدى هذا. وتخلص وكالة الغذاء والدواء الى أن ليس هناك ما يشير الى وجود “أي اختلاف وثيق الصلة من الناحية الاحيائية”، على حد تعبير الوكالة، بين سمك شركة هبة الماء المعدل جينيا وسمك السلمون المالوف الذي يؤتى به من المحيط الاطلسي. لذلك، وفي ظل القوانين السارية، لا يوجد الزام بوضع ملصق محدد يصنفها على اساس أنها أغذية معدلة جينيا.