لا تزال الأسماك محطا لأبحاث العلماء ودراساتهم ، فهي تساهم بتقديم إجابات على تساؤلات طالما حيرت العلماء ، وفي هذا الصدد اكتشف علماء من جامعة ستانفورد/ الولايات المتحدة ، من خلال سمكة صغيرة شفافة ، ما يحدث في الدماغ في أثناء النوم، وكيف يستعيد نشاطه في اليقظة .
وذلك بعد مراقبة دماغ سمك الزرد المخطط، إذا اكتشف العلماء كيف ان عدد مناطق التشابك العصبي، بين كل خلية عصبية والخلية العصبية التالية لها، يتغير بين الليل والنهار. ووجدوا انه في منطقة الدماغ التي تنظم عملية النوم يقل عدد التشابكات العصبية وقوة ارتباطها بصورة واضحة في اثناء النوم.
وكما جاء الخبر في جريدة ” الرأي ” فأن البروفسور ايمانويل ميغنوت مدير مركز طب وعلوم النوم في الجامعة، يقول ان هذه الملاحظة تساعد في تأكيد النظرية التي تقول ان احدى وظائف النوم تشذيب الارتباطات بين الخلايا العصبية التي تكونت في اثناء النهار. وان هذه المرونة في الارتباط والانفكاك بين زوائد الخلايا العصبية تساعد في اعادة (شحن) الدماغ. ويقول ان الانسان يكون ارتباطات جديدة بين الخلايا العصبية عند تعلمه وخلال نشاطه اليومي، لكن بعد فترة وجيزة تأخذ هذه الارتباطات بالضعف تدريجيا، من هنا تأتي الحاجة الى النوم لتثبيت الارتباطات ذات العلاقة بالاحداث المهمة، وازالة تلك المرتبطة بالاحداث الاقل اهمية.
ويشار الى ان النظرية التي تقول بزوال الارتباطات بين الخلايا العصبية راسخة جدا، لكنها المرة الاولى التي يعرف بها عن ذلك التغير في الارتباط والانفكاك بين الخلايا العصبية سواء من حيث عدد الارتباطات او قوتها في كائن حي فقاري. كما اظهرت الدراسة أنه في هذه المنطقة من الدماغ يتم تنظيم التغير في الارتباطات من قبل الساعة البيولوجية (الدورة اليومية من النشاط والراحة) بصورة اكبر مقارنة بالتنظيم من خلال عملية النوم. لذلك فانه حتى اذا حرمت الاسماك من النوم، فان تناقص عدد الارتباطات يستمر.
ويقول فيغنوت انه اختار سمك الزرد الشائع في المرابي المائية لان صغاره شفافة كلية، بما يمكن من مراقبة شبكة الخلايا العصبية في ادمغتها على مدار ساعات اليوم باستخدام تقنية تصوير خاصة. ويقول انه امكن ايضا تحديد ان الجين المسمى NPTX2b له علاقة قوية بتنظيم التغيرات الدورية في مناطق التشابك العصبي هذه.